تماشياً مع التزامه الراسخ بتوفير أرقى العلاجات المبتكرة للمرضى، كشف “مستشفى الجامعة بالشارقة” (UHS) عن التقنية المتطورة المعروفة باسم “هاكي نايف” (HAKI Knife)، والتي تعتبر مثالية لإجراء جراحة طفيفة التوغُّل تستغرق بين 5 و10 دقائق لمعالجة التهاب غمد الوتر المضيق المعروف بـ “الإصبع الزنادي”، وهو حالة مؤلمة للغاية تنتج عن حدوث تضيق في قنوات الأوتار المسؤولة عن ثني وبسط الإصبع، وهو ما يجعل غمد الإصبع المصاب ملتهباً ويتخذ وضعاً منحنياً. ويمكن للإصبع المصاب أن ينبسط في حركة مفاجئة تشبه سحب زناد البندقية، ومن هنا جاءت تسميته بـ “الإصبع الزنادي”.
وتتكوّن اليد الواحدة من 27 عظمة تفصل بينها المفاصل التي تقوم بحركة دائمة لثني وبسط الأصابع، تتكرر حوالي 25,000 مرة خلال حياة الفرد، وربما أكثر في الوقت الراهن نتيجة الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية والرقمية. وتتنامى احتمالية الإصابة بالتهاب غمد الوتر المضيق أو “الإصبع الزنادي” في حال عدم ضمان العناية الكافية والراحة المناسبة للأصابع، حيث يتسبب الضغط المتكرّر في تلف العضلات والأوتار الداخلية.
وتحدُث الإصابة بـ “الإصبع الزنادي” نتيجة التهاب يتسبب بتضيّق المساحة الموجودة داخل الغمد المحيط بالوتر في الإصبع المصاب، ما يمنع الوتر العضلي، الذي يسمح للأصابع بالانحناء، من المرور عبر الحبل الليفي، مؤدياً إلى إحساس بالألم الذي يصاحبه تورُّم يؤدي إلى تجمد الأصابع. وتصبح الحالة أكثر صعوبة وتعقيداً كلما تأخر الحصول على العلاج المناسب.
وتبرز تقنية “هاكي نايف” باعتبارها إجراءً متطوراً وبسيطاً وفعالاً للغاية، حيث لا يترك ندوباً على الإطلاق. وتعتبر احتمالية حدوث أي مضاعفات منخفضة للغاية، ويمكن للمريض ثني أصابعه بصورة طبيعية وأداء أنشطته المعتادة مباشرةً بعد العملية.
وقال الدكتور سونغ جون بارك، استشاري جراحة العظام في “مركز هيمشان لجراحة العمود الفقري والمفاصل” بـ “مستشفى الجامعة بالشارقة”: “استناداً إلى مراقبة 170 مريضاً ممن خضعوا لجراحة “الإصبع الزنادي”، وجدنا بأنّ الإصبع الأكثر عرضةً للإصابة هو البنصر، يليه الإصبع الأوسط والإبهام. وحققت تقنية “هاكي نايف” نتائج مُرضية للغاية، حيث أظهر أكثر من 95% من المرضى الخاضعين للإجراء الجراحي المتطور مستوىً عالٍ جداً من الرضا، حيث كان بإمكانهم على الفور تحريك أصابعهم بسلاسةٍ تامة، دون الشعور بأي ألم أو صعوبة بالثني. ومن النادر جداً حدوث انتكاسات أو آثار جانبية نتيجة الإجراء الجراحي، الذي يعتبر آمناً للغاية.”
وباستخدام مبضع جراحي يسمى “هاكي” (HAKI) مصمّم خصيصاً لمعالجة “الإصبع الزنادي”، يتم قطع بكرة الإصبع بإبرة صغيرة متصلة بهذه الأداة المثنية على شكل إبرة معقوفة. ويتم تطبيق تخدير موضعي لإتمام العملية التي تستغرق فترة زمنية تتراوح بين 5 و10 دقائق فقط. ومع ذلك، بالنسبة للحالات الشديدة أو المتكرّرة، فيتم إجراء شق بطول سنتيمتر واحد بينما يكون المريض تحت التخدير، وتستغرق الجراحة حوالي 10 دقائق حتى تُستَكمل بنجاح.
ومن جهته، قال الدكتور علي عبيد آل علي، المدير التنفيذي وعضو مجلس أمناء مستشفى الجامعة بالشارقة: “يأتي إطلاق أحدث الابتكارات العلاجية المتطورة في “مركز هيمشان لجراحة العمود الفقري والمفاصل” بـ “مستشفى الجامعة بالشارقة” في إطار التزامنا بالاستثمار المستمر في تطوير أنظمة الرعاية الصحية في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، في إطار التعاون المثمر مع “مستشفى هيمشان”. ويُمكن للمرضى الآن الاستفادة من أعلى المعايير وأفضل الممارسات العلاجية المتبعة في التخصصات الفرعية لتقويم العظام، مثل جراحة اليد والقدم في “مستشفى الجامعة بالشارقة”، وذلك باستخدام أحدث الإجراءات المتقدمة والعمليات ذات التدخل الجراحي المحدود، والتي تعتبر من بين الاتجاهات الرائدة حالياً في مجال الجراحة باعتبارها أكثر أماناً وفعالية من حيث التكلفة.”
وتشمل الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بـ “الإصبع الزنادي” كلاً من ربات البيوت والطهاة والسائقين واللاعبين من مختلف الرياضات، بما فيها الجولف والتنس، وخاصة المبتدئين منهم. وفي بعض الحالات، يمكن أن يُصاب الأطفال أيضاً بالمرض نتيجة عوامل وراثية وليس بسبب الصدمات الخارجية. كما قد يحدث عادة لدى النساء بسبب الشيخوخة والتغيرات الهرمونية.
ويجدر الذكر بأنّ المراحل المبكرة من العلاج عادةً ما تتمثل في وضع كمادات ضاغطة باردة وعقاقير بسيطة غير ستيرويدية مضادة للالتهاب. ومع ذلك، يمكن أيضاً وصف حقن الستيرويد بين مرة إلى مرتين إذا كانت هناك صعوبة في تقويم الإصبع مباشرة بعد الانحناء، مع إحساس بالألم المصاحب لصوت طقطقة عند الحركة. وإذا استمرت الأعراض مع العلاجات الأولية، يوصى باللجوء إلى الإجراء المتطور “هاكي نايف” الذي يحقق النتيجة المرجوة بصورة فورية.