في أجواء مفعمة بالحب والنكهات والعبق التراثي، تألقت الطاهية الفلسطينية الشهيرة هيفا عودة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، حيث قدّمت ورشة تفاعلية مميزة جمعت بين المتعة والفائدة، وأخذت الحضور في رحلة إلى قلب المطبخ الفلسطيني التقليدي. وبابتسامتها المشرقة وحبها العميق لفنون الطهي، استطاعت الشيف هيفا أن تنقل لزوّار المهرجان طعم الأصالة الفلسطينية، موفرة لهم تجربة طهي استثنائية تحمل بين طياتها عبق الأرض والهوية الثقافية الفلسطينية.
في هذه الورشة التي شهدت تفاعلاً كبيراً من الأطفال وأسرهم، قدمت عودة طريقة تحضير “كعكة الزعتر المالحة”، التي تعد واحدة من الأطباق الفلسطينية الشهيرة التي تجمع بين البساطة واللذة، والتي تتميز بمزيج فريد من الجبن الحلوم، الزعتر الطازج، والزيتون، بالإضافة إلى المكونات الطبيعية الأخرى التي تضفي عليها طعماً غنياً وملمساً طرياً.
وعن سر اختيارها هذه الوصفة بالتحديد تؤكد الشيف هيفا أنها تعلمتها من والدتها، حيث كانت واحدة من الأطباق اللذيذة في طفولتها، والتي تجمع العائلة حول مائدة واحدة، وعنها تقول: “هذه الكعكة أصبحت واحدة من الأطباق المفضلة في منزلي، وأنا أحب أن أشاركها معكم اليوم لأنني أعلم أن الكبار والصغار على حد سواء يستمتعون بها”.
بعدها بدأت الشيف هيفا في شرح خطوات التحضير بحماس، حيث أوضحت كيفية جمع المكونات السائلة مثل الزيتون والزيت والبيض والحليب في وعاء، ثم إضافة المكونات الجافة مثل الدقيق والزعتر والزيتون، وأضافت لمستها الخاصة باستخدام الجبن الحلوم الذي يعد من المكونات الأساسية في العديد من الأطباق الفلسطينية، بالإضافة إلى بذور السمسم التي تعطي الكعكة لمسة من النكهة الفريدة.
كما تحدثت هيفا عن أهمية اختيار نوع الصينية المناسبة للخبز، مشيرة إلى أن المدة الزمنية للخبز تعتمد على حجم الصينية، حيث إن الخبز في صينية كبيرة ورقيقة يحتاج إلى وقت أقل، بينما في صينية أصغر سيستغرق الأمر وقتاً أطول.
ولم تقتصر الورشة على مجرد تعليم طريقة التحضير، بل حرصت الشيف هيفا على جعلها تجربة تفاعلية بامتياز، حيث دعا الحضور لمشاركتها في تحضير الكعكة، وقد تفاعل الأطفال بشكل ملحوظ مع الشيف، مما أضفى أجواءً من المرح والإثارة على الفعالية، وفي حديثها عن أهمية المكونات الفلسطينية في الوصفة، أشارت الشيف هيفا إلى أن الزعتر والزيتون هما من الرموز الأساسية في الثقافة الفلسطينية، ولهما مكانة خاصة في المائدة الفلسطينية.
