أكدوا أن جودة المحتوى والابتكار تحسم التنافس في عصر الذكاء الاصطناعي
الشارقة، 2 مايو 2025
أكد عدد من مؤسسي شركات الرسوم المتحركة أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية لا بد من توظيفها بذكاء في صناعة المحتوى، دون أن تحل محل المبدع البشري أو تهدد القيم الفنية والأخلاقية. وشدد المتحدثون على أن هذه التقنية لا تُنتج الإبداع بذاتها، بل يمكنها تعزيز أدواته إذا استُخدمت بوعي، داعين إلى تطوير نماذج إنتاجية تراعي الهوية، وتجنّب التكرار، والاحتفاظ بالخصوصية الثقافية لكل محتوى.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “مستقبل محتوى الأطفال والذكاء الاصطناعي”، ضمن فعاليات الدورة الثالثة من “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة”، بمشاركة ريموند مالينجا، الرئيس التنفيذي لاستوديو “كريتشرز” في أوغندا، وإيرماك أتابيك، المنتجة التنفيذية في “ماكو كيدز”، وأوليفييه ليلاردو، الرئيس التنفيذي لاستوديو “بلو سبيريت” التابع لـTF1 في فرنسا، وأدارت الجلسة مونيا آرام.

أداة مساندة لا بديل عن المبدع
قال ريموند مالينجا إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة لتعزيز جودة الإنتاج وخفض التكاليف، خاصة في بيئات العمل التي تواجه تحديات لوجستية ومالية، وشدد على ضرورة عدم الاعتماد على النماذج الجاهزة، لما تسببه من تكرار وفقدان للهوية البصرية. وأضاف: “الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون محفزًا على الابتكار، لا وسيلة للنسخ أو المحاكاة”، منتقدًا استخدامه في تقليد أعمال ضخمة مثل ديزني، بدلاً من ابتكار شخصيات جديدة تعبّر عن خصوصية كل بيئة وثقافة.

تشريعات تحمي الإبداع
من جهتها، أوضحت إيرماك أتابيك أن الأطفال ينشأون في بيئة متغيرة تقنيًا، ما يفرض دمج الذكاء الاصطناعي في المحتوى الموجّه لهم، ودعت إلى تقنين استخدامه عبر تشريعات تضمن حماية حقوق المؤلفين، ومنع التزييف، وسرقة الأفكار، مؤكدة أن التقنية لا تخلق الفن، بل تعزز أدواته، إذا كانت القيم الإنسانية حاضرة في خلفية الاستخدام.
الابتكار معيار النجاح
وأشار أوليفييه ليلاردو إلى أن الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي لا تقل تأثيرًا عن الثورة الصناعية، لكنه حذّر من استخدامه بوصفه غاية بحد ذاتها. وأوضح أن المحتوى الناجح اليوم لا يُقاس فقط باستخدام أحدث التقنيات، بل بقدرته على المنافسة والابتكار والتفاعل مع الجمهور. وقال: “علينا أن ندمج الذكاء الاصطناعي بذكاء ضمن سلسلة الإنتاج، من دون أن يفقدنا روح الصناعة التي تقوم على الحرفة والابتكار الفني”. وتأتي هذه الجلسة ضمن برنامج “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب ضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ويجمع نخبة من أبرز صناع المحتوى في العالم لبحث تحولات الصناعة ومفاهيم المستقبل في ضوء التطورات التقنية.