نظم مجمع الشارقة للابتكار جولة ترويجية في عدد من المدن الصينية تمثلت بسلسلة من لقاءات الأعمال والندوات التعريفية وعقد شراكات استراتيجية، حيث انطلقت الجولة بتنظيم لقاء أعمال استثماري بالتعاون مع المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية (CCPIT) , في مدينة شينزن الصينية وبالتنسيق مع الملحقية التجارية لسفارة الامارت في الصين، وقد حضر هذا اللقاء عائشة القبيسي المستشار التجاري في سفارة الامارت في الصين ووفد مجمع الشارقة للابتكار وفريق إدارة المجلس الصيني بالإضافة لنخبة من كبار الشخصيات الاقتصادية والمستثمرين وممثلي كبرى الشركات العاملة في القطاعات التقنية في شينزن، الذين أبدوا إعجابهم ورغبتهم بالتواصل لتقييم فرص تأسيس أعمالهم في مجمع الشارقة للابتكار الذي تبرز مكانته كوجهة مفضلة للمستثمرين والشركات الصينية باعتباره نافذة للوصول الى أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وفي كلمة ترحيبية أكد سعادة حسين المحمودي الرئيس التنفيذي للمجمع ان تنظيم هذه الجولة وهذا اللقاء يعكس صورة مشرفة للعلاقات المتنامية بين دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية والتي اسهمت الشارقة في دعمها في ظل توجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة حيث اصبحت الشارقة البوابة الرئيسية لتطوير وتوسيع حجم الشراكة الاستثمارية الاقتصادية بين البلدين. حيث تسهم في تعزيز علاقات الشراكة بين الجانبين في مجالات هامة مثل نقل المعرفة والتكنولوجيا والابتكار والتطوير، من خلال التركيز على مجالات رئيسية مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والطاقة والتقنيات المتجددة والتحول الرقمي والتحديث الصناعي.
مضيفا “أننا على ثقة بأن الزيارات المتبادلة بين الامارات والصين على أعلى المستويات القيادية ترسخ علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وخاصة على الصعيد الاقتصادي وهو ما من شأنه أن يزيد من تدفق الاستثمارات في الاتجاهين بما يخدم متطلبات التنمية في البلدين ويدعم مصالح مجتمع الأعمال الإماراتي ونظيره الصيني ويلبي تطلعاتهما المشتركة. اذ تعتبر الصين من أهم الشركاء التجاريين والاقتصاديين لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونؤكد بان مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار يسعى للمساهمة بفعالية لأن يكون جزء فاعلا من هذه العلاقات الاقتصادية سريعة النمو بين الصين ودولة الإمارات، وتوفير قاعدة استثمارية جاذبة لاستيعاب الاستثمارات الصينية في القطاعات التي يعمل المجمع على جذب الاستثمارات نحوها”.
القمة الرابعة لمبادرة الحزام والطريق في هونغ كونغ
ومن جهة أخرى فقد شارك مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار ضمن وفد اقتصادي وتجاري للامارت في القمة الرابعة لمبادرة الحزام والطريق التي انتهت في هونغ كونغ، لمدة يومين بحضور وفود حكومية من 80 دولة.
وقد تحدث حسين المحمودي خلال احدى جلسات القمة حيث أكد على تنامي العلاقات بين الإمارات والصين وتشكل المشاركة في مبادرة الحزام والطريق جزءا هاما من هذا النمو لافتاً الى تركيز مجمع الشارقة للابتكار على دعم وتعزيز هذه العلاقات في مجالات البحث والتطوير والمعرفة من خلال عقد شراكات استراتيجية مع الشركات الصينية المتخصصة في هذا المجال ونقل تكنولوجيا المدن الذكية التي أصبحت هي المعيار الأول لتطور المدن وحداثتها.
” كما استعرض المحمودي خلال عرض تقديمي أهم المميزات والتسهيلات التي تقدم للمستثمرين والخطط المستقبلية كما تناول أهم الاستثمارات التي يحتضنها المجمع نتيجة للخدمات ذات المستوى العالمي في بيئة استثمارية مثالية تساعد الشركات والاستثمارات الابتكارية على النمو والازدهار. بالإضافة الى استعداد مجمع الشارقة للبحوث والابتكار لتقديم كافة التسهيلات للشركات الصينية التي ترغب في العمل والاستثمار في القطاع المعرفي الذي يعتبر بمثابة نقطة ارتكاز تستند عليه رؤية المجمع ورسالته من خلال دعم وتشجيع وتطوير منظومة الابتكار، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية.
الفرص الاستثمارية
ولاقت جولة مجمع الشارقة للبحوث والابتكار نجاحاً ملحوظاً إذ شهدت جلساتها تفاعلاً كبيراً من قبل رجال الأعمال وأصحاب المشاريع في مختلف المناطق التي نظم بها كما تم عقد عدد من اللقاءات الثنائية المباشرة التي جمعت وفد المجمع بالعديد من رجال الأعمال والمستثمرين في مجالات البحث والتطوير والابتكار اذ تم خلالها مناقشة الفرص الاستثمارية والتسهيلات التي يقدمها المجمع لشركاتهم من خلال جعل المجمع في الشارقة قاعدة رئيسية ومركز اختبار وانطلاق نحو الأسواق الإقليمية، حيث قدم الوفد لمحة مفصلة عن الإجراءات المتبعة لتأسيس مشروعات الأعمال، والمزايا التنافسية وآفاق وفرص النمو التي توفرها الشارقة للمستثمرين والشركات بفضل الموقع الاستراتيجي المميز الذي يربط بين الشرق والغرب، كما تسهم بنيتها التحتية المتطورة، وشبكة مواصلاتها البرية والبحرية والجوية الواسعة في تعزيز حركة التجارة والنشاط الاستثماري في المنطقة، إضافة إلى التسهيلات المقدمة في إصدار التراخيص المختلفة ، ويترجم ذلك من خلال استقطاب الاستثمارات علمية وبحثية من مختلف مناطق العالم.
وفي تفاصيل الجولة اطلع وفد المجمع على تجربة مركز شينزن للابتكار SZOIL بالإضافة الى المشاريع الابتكارية التي يقوم على تطويرها اذ تم التباحث في كيفية سبل التعاون وتوقيع اتفاقيات مستقبلية لاستقطاب الكفاءات الابتكارية من هذا المركز لبناء مشاريع تخدم تكنولوجيا الصناعة الحديثة في الامارات. كما قام الوفد ببحث فرص التعاون والشراكة الاستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تكنولوجيا الطاقة المتجددة GCL، وذلك خلال زيارته لمدينة شينزن الصينية وبحث امكانية استقطاب الشركة للاستثمار في مجال البحوث والتطوير في مجمع الشارقة للابتكار ليكون مركزا اقليما لمنتجاتهم الابتكارية.
وخلال الجلسة الأولى لمسرعات المنتجات الذكية استعرض فريق المجمع أمام كبرى الشركات الصينية في مجال المدن الذكية والتجارة الالكترونية وانترنت الأشياء في مدينة شينزن الصينية مقوماته الاستثمارية في مجال البحث والتطوير من خلال خلق بيئة ابتكارية وفق أعلى المواصفات العالمية، حيث دعا الوفد المشارك من المجمع الشركات الصينية للاستفادة من تلك المقومات وهذه البيئة الاستثمارية من خلال رسم خريطة طريق لشراكة استراتيجية بين امارة الشارقة ومدينة شينزن لتسهيل الانتقال السلس للشركات والاستثمارات الصينية المتخصصة في تطوير تكنولوجيا المدن الذكية للعمل في المجمع واتخاذه نافذة لها لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا”
وفي وقت سابق وقع “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار” مذكرة تفاهم مع الشركة الصينية العربية لنقل التكنولوجيا بهدف إنشاء “المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا” توافقا مع أهداف مبادرة الحزام والطريق الصينية وفي إطار سعيه المستمر لتشجيع الابتكار والبحوث ونقل المعرفة بين المؤسسات والمراكز البحثية العالمية الرائدة في دولة الإمارات.