في محاضرتين ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025
الشارقة، 27 أبريل 2025
التواصل الاجتماعي في عالم اليوم هو الشغل الشاغل للجميع على مستوى العالم، حيث كتبت فيه آلاف الأبحاث ونشرت مئات الآلاف من المقالات والتعليقات والحوارات في الصحف، مع آلاف المقابلات التلفزيونية، ولا يكاد يمر يوم يخلو منها ومن الحديث عن آثارها ومستجداتها وما يتعلق بها.

مهرجان الشارقة القرائي للطفل، على عادته في دعم تنمية معارف وثقافات الطلبة، ومنهجه في توعية الأطفال نحو الوجهة السليمة لقراءة ومشاهدة واختيار ما ينفع، خصص ضمن فعاليات “محطة التواصل الإجتماعي” محاضرة للحديث إلى الصغار والكبار عن قرب في هذه الموضوعات المهمة، وكان من بينها محاضرتان منفصلتان تحت عنوان: “هل التواصل الاجتماعي مناسب للأطفال؟”، قدمتهما الباحثة همسة يونس وصانعة المحتوى جنان عبد الفتاح.

الاعتدال مطلوب في كل شيء
بدأت همسة يونس بالتأكيد على أن الاعتدال مهم في كل شيء، ومنه الاعتدال في التعامل مع التواصل الإجتماعي؛ فهو مناسب لمن يتخذه وسيلة للمعرفة والاطلاع، وغير مناسب لمن يتخذه وسيلة لإهدار الجهود والأوقات ويؤدي به إلى التأخر الدراسي. وبينت المحاضرة أهمية التفريق في موضوع الترند بين المتعة والتهور، والبحث عن ترندات ترسخ الهوية، وتعتز بالقيم وهي كثيرة وموجودة.

وهل نأخذ استراحة من وسائل التواصل؟ أشارت همسة يونس أن هذه الاستراحة مهمة لبناء حياة اجتماعية سليمة خالية من الانعزال والوحدة. واختتمت المحاضرة بالحديث عن التأثير النفسي للإعجابات على مواقع التواصل، مؤكدة أنها لا يمكن أن تكون هي العامل الأساس في تقييم الطفل.
أهمية مراعاة المرحلة العمرية
أما صانعة المحتوى جنان عبد الفتاح، فابتدأت محاضرتها بسؤال أيضاً: هل يجب أن يكون للطفل حسابات على التواصل الإجتماعي؟ وكان الجواب: نعم إذا كان الهدف تعلم مهارات جديدة، والتواصل مع الأسرة والأصدقاء، والتعبير عن النفس بشكل مفيد، والوصول لمحتوى تعليمي يسهم في زيادة تفوق الطالب، ويقترب من تحقيق طموحاته وتطلعاته.
ومع كل هذه الفوائد حذرت المحاضرة الأطفال من بعض المخاطر مثل: التعرض للتنمر الإلكتروني، والإدمان على التصفح، وفقدان الخصوصية، والتعرض لمحتوى غير مناسب، ويزداد الخطر حينما لا يراعي الطفل مرحلته العمرية، ويدخل من دون رقابة ذويه إلى هذه المواقع بهدف الفضول فيتعرض إلى المخاطر ويصعب عليه التخلص منها.
وقدم الأطفال الحاضرون الكثير من الأسئلة، كما شاركوا الكثير من آرائهم في ضوء ما تعرضوا له على التواصل الإجتماعي، وركزت المحاضرتان على توجيه أنظار الأطفال المشاركين نحو أفضل السبل الكفيلة أو البدائل الإيجابية لاستخدام ناجح للتواصل الاجتماعي، ومن بينها: اللجوء إلى التطبيقات الآمنة التي تناسب مستواهم الفكري والعمري، واختيار مواقع تعليمية نافعة، وحصر التواصل في نطاق الأسرة الواحدة.